البارزاني في بغداد: تفاؤل بإنهاء القطيعة وحلحلة الملفات العالقة

العربي الجديد

البارزاني في بغداد: تفاؤل بإنهاء القطيعة وحلحلة الملفات العالقة

  • منذ 4 شهر
  • العراق في العالم
حجم الخط:

تتجه الأنظار في العراق صوب نتائج زيارة وصفت بـ"التاريخية" يجريها زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البارزاني إلى بغداد بعد قطيعة امتدت لست سنوات، إثر نزاع بشأن كركوك المختلف عليها بين بغداد وأربيل. وبينما يلف الغموض مخرجات الملفات الحساسة التي بحثها البارزاني في لقاءات واجتماعات مع قيادات تحالف "الإطار التنسيقي" الذي يقود حكومة محمد شياع السوداني، عبر سياسيون ومراقبون عن تفاؤلهم بأن تنهي الزيارة صفحة الأزمات المتراكمة بين الجانبين. والمشاكل العالقة بين حكومتي بغداد وأربيل كثيرة، أهمها حصة كردستان العراق من الموازنة المالية للدولة، ورواتب قوات البيشمركة في الإقليم، وقانون النفط والغاز، وانتخابات برلمان الإقليم، وأزمة تشكيل حكومة كركوك المحلية، وإدارة المناطق المتنازع عليها بين الجانبين، وملف سنجار، وعدد من القضايا الأخرى.

وواصل البارزاني لقاءات متتابعة في بغداد، بدأها برئيس الوزراء العراقي، ومن ثم رئيس مجلس القضاء الأعلى فائق زيدان، قبل حضوره اجتماع "الإطار التنسيقي". وعقب لقاء مشترك جمع بينهما وصف السوداني الزيارة بـ"المهمة"، وقال "تم إجراء حوار بنّاء وهادف لمختلف القضايا الداخلية والأوضاع الإقليمية، وقطعنا شوطاً مهماً في بناء الثقة بين حكومتي المركز والإقليم وتجاوزنا المشكلات الموروثة"، مشيراً الى أن "الأوضاع الإقليمية وتطوراتها كانت حاضرة في اللقاء".

وأضاف أنه "تم التأكيد على سيادة وأمن العراق وأن يكون بعيداً عن ساحة الصراع مع الحفاظ على مواقفه تجاه القضايا العادلة". من جهته، أعرب البارزاني عن سعادته بلقاء رئيس الوزراء، وقال إن "الزيارة إلى بغداد هدفها تعزيز الجهود التي بذلها رئيس الوزراء وأدت إلى انفراجة حقيقية بين الحكومة الاتحادية والإقليم"، مؤكدا أن "حوارنا كان بناء فيما يتعلق بالوضعين الداخلي والإقليمي، وكانت وجهات نظرنا متطابقة"، لافتاً الى أن "رئيس الوزراء يقود الدولة بنيات أوصلتنا لهذا الوضع المريح".

البارزاني ضمن اجتماع "الإطار التنسيقي"

وفيما عقد "الإطار التنسيقي" اجتماعه الدوري بحضور السوداني والبارزاني، ذكرت الدائرة الإعلامية للإطار في بيان صدر بعد منتصف ليل الأربعاء الخميس، أن "الاجتماع استعرض آخر التطورات السياسية والأمنية في المنطقة والعالم"، مبينة أن "المجتمعين شددوا على أهمية توحيد الموقف الوطني تجاه مختلف القضايا التي تتعلق بمصلحة العراق، كما جرى التأكيد على أهمية استمرار الجهود القصوى لحل مشكلة انتخاب رئيس مجلس النواب ومساعدة القوى السياسية المعنية بحلها، كما عبر المجتمعون عن ضرورة الوقوف بوجه التحديات التي تعصف بالمنطقة والعالم وتسوير العراق منها، والتعاون في ذلك".

وأضاف البيان "اتفقت جميع الأطراف على أهمية إنهاء مهام التحالف الدولي وتغيير شكل العلاقة إلى صورة أخرى من صور التعاون على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وقد أبدى المجتمعون رغبتهم في متابعة القضايا العالقة بين بغداد وأربيل والإسهام في حلها بموجب القانون والدستور".

تفاؤل بحسم الملفات العالقة بين بغداد وأربيل

العضو في الحزب الديمقراطي الكردستاني جمال خوشناو، قال لـ"العربي الجديد"، إن المعول على الزيارة الحالية التي ستتواصل الخميس أيضا بلقاءات مع قيادات سياسية مختلفة، هو حسم الملفات الخلافية الرئيسة بين بغداد وأربيل، كاشفا عن تفاهمات سياسية في دعم إجراءات الحكومة لحسم الخلافات قبل نهاية العام الحالي، كما حصل البارزاني على تأكيدات سياسية من قادة التحالف الحاكم (الإطار التنسيقي) حيال رفض الهجمات بالطائرات المسيرة التي تشهدها مناطق الإقليم بين وقت وآخر توجه اتهامات لفصائل مسلحة حليفة لإيران بالوقوف خلفها.

وأبدى المستشار السياسي في إقليم كردستان، كفاح محمود، تفاؤلا بمخرجات الزيارة، وقال في تغريدة على "إكس"، إن "زيارة الرئيس البارزاني لبغداد ستساعد في تسريع حل الكثير من الإشكاليات سواء بين الإقليم وبغداد أو في العملية السياسية عامة".

وتأتي الزيارة بعد زيارات متتابعة لرئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني إلى بغداد، وأخرى إلى طهران أفضت إلى تسوية أزمة كبيرة بين حكومتي بغداد وأربيل، تتعلق بقرارات للمحكمة الاتحادية العليا في العراق، من بينها تولي مفوضية الانتخابات العراقية تنظيم انتخابات برلمان الإقليم وإلغاء مفوضية الانتخابات التي تعمل بالإقليم منذ عام 2006، فضلا عن تقليص عدد مقاعد برلمان إقليم كردستان من 111 مقعداً إلى 100 مقعد، بعد أن قضت المحكمة بعدم دستورية عدد مقاعد الكوتا، وهو ما تسبب بخلاف بين بغداد وأربيل.

وكانت آخر زيارة للبارزاني إلى بغداد في نوفمبر/ تشرين الثاني 2018، بعد عام من استفتاء استقلال إقليم كردستان الذي تسبب بأزمة مع حكومة بغداد، وعلى أثره دخل الجيش العراقي و"الحشد الشعبي" الى محافظة كركوك وأخرج منها قوات البيشمركة، كما حرم الكرد على أثرها من منصبي المحافظ ورئيس مجلس المحافظة اللذين كانا تحت سيطرة الإقليم.



عرض مصدر الخبر



تطبيق موسوعة الرافدين




>