مصحّات علاج الإدمان في العراق تسجل إقبالاً متزايداً
أعلنت لجنة برلمانية عراقية، اليوم الجمعة، اتساع معدلات الإقبال الطوعي على مصحات علاج الإدمان في العراق بنسبة 50%، في مؤشر واضح إلى نجاح الخطوة التي اعتمدتها الحكومة، أخيراً، للحدّ من التأثيرات السلبية لانتشار المخدرات في البلاد.
وبعد تفاقم مشكلة المخدرات في العراق واتساعها في السنوات الأخيرة، لجأت الحكومة العراقية إلى إقامة مصحّات قسرية لمعالجة مدمني ومتعاطي المخدرات في عدد من محافظات البلاد، في خطوة تهدف إلى اعتماد معالجتهم بعد القبض عليهم بدلاً من زجّهم في السجون.
التجربة التي تعد الأولى من نوعها في البلاد واجهت صعوبات كثيرة في بداياتها، ولم تكن تلك المصحات إلا قسرية فقط، بعد أن أحجم معظم المتعاطين إلا أعداداً قليلة جداً منهم على ارتيادها، بسبب الخجل والنظرة المجتمعية.
وقال عضو لجنة الأمن في البرلمان العراقي، ياسر إسكندر، اليوم الجمعة، إنّ "مراكز معالجة وتأهيل مدمني المخدرات في بغداد وبقية المحافظات شهدت تصاعداً في نسب الإقبال عليها من المدمنين"، مبيناً في تصريح صحافي، أن الإقبال بلغ نسبة 50% خلال فترة وجيزة، في مؤشر على نجاح التجربة في تقديم فرصة ثانية للخلاص من مستنقع الإدمان". وأضاف أن" الإقبال الطوعي للمدمنين حالة إيجابية تدلل على الثقة والرغبة في التخلص من آفة الإدمان في العراق"، مؤكداً أن "جهود وزارة الصحة في توفير الكوادر المتخصصة في العلاج أتت ثمارها".
يأتي ذلك بموازاة استمرار جهود أمنيّة في العراق في عمليات ملاحقة المتاجرين بالمخدرات والمتعاطين، وقد أطاحت في الأسبوع الأخير عدداً غير قليل منهم في مناطق عدة من البلاد، إذ أكد بيان للوزارة أمس الخميس، القبض على شبكتين متخصصتين بتجارة المخدرات في محافظة الديوانية جنوبي البلاد.
وقال المتحدث باسم الوزارة العميد مقداد ميري، في البيان، إنّ "المديرية العامة لشؤون المخدرات والمؤثرات العقلية تمكنت من إلقاء القبض على الشبكتين المختصتين بتجارة وترويج المواد المخدرة بعد جهد استخباري ومعلومات دقيقة"، مبيناً أنّ "العمليتين المنفصلتين أسفرتا عن ضبط أكثر من نصف كيلوغرام من مادة الكريستال المخدرة، وأدوات تعاطي المخدرات، فضلاً عن مجموعة من الأسلحة التي تضمنت ثلاث بنادق وقاذفة RPG-7 وصاروخاً، إلى جانب ستّ قنابل يدوية ومسدس".
وسبق ذلك بيوم واحد، إطاحة عشرة تجار مخدرات ومروجين لها في محافظات بغداد، بابل، الديوانية، المثنى، ديالى، وضبط مواد مخدرة مختلفة وأدوات للتعاطي بحوزتهم بالجرم المشهود.
وفي السنوات الأخيرة، صار العراق من بين البلدان التي اتسع انتشار المخدرات فيها، والتي تُهرَّب عبر الحدود من إيران، وأخيراً سورية. وفي الأشهر الماضية، نفّذت القوات العراقية حملات واسعة ومتلاحقة ضد عصابات وتجار المخدرات في البلاد، أدّت إلى اعتقال عشرات من تجار ومتعاطي المخدرات. كذلك، أسهمت كثيراً في محاصرة شبكات توريد المخدرات.