العراق يستضيف مؤتمراً دولياً لمكافحة المخدرات
يستعد العراق، الأسبوع المقبل، لاستضافة مؤتمر دولي هو الأول من نوعه، لبحث جهود التصدي لآفة المخدرات التي يقول مسؤولون في الدولة العراقية إنها باتت الخطر الأبرز الذي تواجهه البلاد بعد تراجع خطر الإرهاب. وسيعقد المؤتمر على مستوى وزراء داخلية دول جوار العراق الست، السعودية وإيران وتركيا والأردن والكويت وسورية، إلى جانب دول أخرى، والهدف منه الاتفاق على جهود أمنية لمحاربة الآفة التي حولت العراق، في السنوات الماضية، إلى دولة ترانزيت أيضاً وليس إلى دولة استهلاك فقط.
وتستمر الجهود الأمنية لمحاربة المخدرات في العراق، حيث أعلنت وزارة الداخلية، قبل أيام، عن تفكيك 224 شبكة دولية ومحلية للمخدرات، وضبط خمسة أطنان من المواد المخدرة، ومنذ مطلع الشهر الماضي، تقود وزارة الداخلية حملة واسعة في بغداد، تقول إنها تهدف إلى اعتقال المطلوبين والمتورطين في جرائم النصب والاحتيال وتجارة المخدرات والممنوعات، وعصابات السرقة والجريمة المنظمة. ووفقاً لأرقام أصدرتها الوزارة في أوقات سابقة، فقد جرى اعتقال المئات منهم حتى الآن.
المتحدث باسم الوزارة العميد مقداد ميري أعلن خلال مؤتمر صحافي، عقده اليوم الأحد في مقر الوزارة وسط العاصمة بغداد، عن أن المؤتمر الدولي سيكون في 22 يوليو/تموز الحالي، ويتركز على ملف جريمة المخدرات على مستوى وزراء داخلية دول الجوار وغير الجوار، الذين سيحضرون إلى بغداد للمشاركة في هذا المؤتمر. مؤكدا أن جهود بلاده في محاربة المخدرات وتجارتها اتسعت أخيرا للتعاون مع الدول المجاورة جغرافياً للعراق.
وأضاف أنه خلال الأشهر الستة الماضية، ضُبطت كميات ضخمة من المخدرات، تضمنت أنواعاً عديدة أبرزها الكريستال والترامول والحشيش والأفيون والهيروين والكوكايين، كما قُبض على 7,705 متهمين في مجال جرائم المخدرات، من بينهم 1435 تاجر مخدرات محلياً ودولياً، كما صدر حكم الإعدام بحق 72 مداناً منهم و119 حكماً بالسجن المؤبد على تجار المخدرات.
من جهتها، قالت عضو لجنة مكافحة المخدرات في البرلمان العراقي مديحة المكصوصي، لـ"العربي الجديد"، إن "الحكومة العراقية تولي اهتماماً كبيراً بملف محاربة المخدرات، لما لهذه الآفة من خطورة كبيرة على المجتمع العراقي في زيادة نسب الجرائم المختلفة".
وبينت المكصوصي أن "العراق نجح في تشكيل لجنة وغرفة عمليات مشتركة مع دول الجوار وبعض دول العالم لتتبع تجار المخدرات، خاصة ضمن الشبكات الدولية، وحقق نجاحاً في كشف الكثير من تلك الشبكات والقبض على تجار دوليين خطرين على مستوى المنطقة والعالم"، مضيفة أن "المؤتمر الدولي الذي تنوي بغداد استضافته قريباً لمكافحة المخدرات مهم جداً، وهذا المؤتمر سوف يخرج بتوصيات مهمة، منها زيادة التعاون والتنسيق في هذه الحرب، وتوسعة التعاون وتبادل المعلومات، لمنع هذه التجارة ونقلها ما بين الدول كافة، ومن المؤكد أن التوصيات التي سيخرج بها وزراء الداخلية لدول المنطقة وغيرها ستكون ملزمة التنفيذ لتلك الدول، ما سيكون له أثر إيجابي في حرب العراق ضد المخدرات".
وتُعَدّ المخدّرات من أبرز التحديات التي تواجه المجتمع العراقي، لا سيّما أنّ تجارتها قد اتّسعت في الفترة الأخيرة بشكل خطر، وقد تحوّل العراق إلى ممرّ لتلك المواد من إيران في اتّجاه عدد من الدول العربية، وفي السنوات التي أعقبت الاحتلال الأميركي عام 2003، صار العراق من بين البلدان التي تنتشر فيها المخدرات بشكل واسع، والتي تُهرَّب عبر الحدود من إيران، وأخيراً سورية. وكان القانون العراقي قبل الاحتلال الأميركي للبلاد عام 2003 يعاقب مروجي المخدرات بالإعدام شنقاً. لكن بعد الاحتلال، ألغيت عقوبة الإعدام وفرضت عقوبات تصل إلى السجن مدة 20 عاماً.