العراق: استنفار أمني وخدمي في كربلاء خلال ذكرى عاشوراء
تشهد مدينة كربلاء العراقية، اليوم الأربعاء، توافد ملايين العراقيين والأجانب لإحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب، التي توافق عاشوراء (اليوم العاشر من محرّم)، بحسب التقويم الهجري، فيما تستنفر الجهود الأمنية والخدمية لتوفير متطلبات الزائرين واحتياجاتهم خلال الزيارة التي من المفترض أن تنتهي مساء اليوم الأربعاء، في ظل درجات حرارة تقترب من 48 درجة مئوية.
وانطلقت من مدينة كربلاء مراسم إحياء اليوم العاشر من محرّم، بمشاركة ملايين الزائرين، وقد أحيا هذه المراسم المسلمون الشيعة حول العالم، كما أُقيمت المسيرات الحاشدة، وسط تشديد أمني وحراسة ومتابعة خدمية من جميع المؤسسات والدوائر الرسمية العراقية.
ووصل وزير الداخلية العراقية عبد الأمير الشمري، أمس الثلاثاء، إلى مدينة كربلاء، للاطلاع ميدانياً على تطبيق خطة يوم العاشر من محرّم. وأكدت الوزارة أن "القوات الأمنية مستنفرة لتأمين مراسم الزيارة والزائرين من العراقيين والأجانب، بالإضافة إلى تقديم الخدمات اللوجستية لهم من الطعام والشراب وتوفير المراكز الصحية الجوالة".
وقال رئيس خلية الإعلام الأمني التابعة لقيادة العمليات المشتركة العراقية تحسين الخفاجي إن "الخطة الأمنية الخاصة بزيارة يوم عاشوراء تسير بانسيابية عالية"، مبيناً في تعليقٍ نقلته وكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع) أن "الخطة تشمل تهيئة وفرز القطعات والعمل على تأمين أجواء آمنة للزائرين، وقد تم إدخال التكنولوجيا إلى الخطة الأمنية، مما يميزها عن الأعوام السابقة، كالطائرات المسيرة وكاميرات المراقبة والأمن السيبراني". مضيفاً أن "الخطة الأمنية تسير بانسيابية عالية، ولم نسجّل أية خروقات أمنية حتى الآن"، مستكملاً حديثه بأن "الأجهزة الأمنية واللجنة الأمنية العليا تبذل جهوداً كبيرة، لنجاح خطة زيارة العاشر من محرم".
من جهته، أكد وزير الصحة صالح مهدي الحسناوي تسخير الجهود لتقديم أفضل الخدمات للزائرين، كما أشار في بيان إلى أن الخطة تشمل تنفيذ الإجراءات الاحترازية لسلامة الزائرين من الإصابة بالأمراض الانتقالية والوقاية منها بشكل عام، إضافة إلى دعم وإسناد الدوائر الصحية والخدمية في كربلاء.
كذلك استثنت وزارة الكهرباء مدينة كربلاء من القطع المبرمج للتيار، خلال أوقات الزيارة، في إطار المحافظة على إنارة دائمة، بالإضافة إلى زيادة حجم الطاقة الإنتاجية المزودة بنحو (1600) ميغاواط، مقارنة بالعام الماضي التي كانت فيها (1450) ميغاواط، بحسب البيانات الرسمية.
من جهتها، أعلنت وزارة النقل عن تسخير 250 حافلة للمشاركة في نقل الزائرين، بالإضافة إلى تشكيل فرق عمل ولجان فنية وإدارية وتفتيشية، وتهيئة عشرة قطارات حديثة ضمن محاور بغداد ـ كربلاء ـ البصرة، كما أعلنت وزارة الاتصالات عن توفير خدمة الإنترنت المجاني للزائرين في كربلاء.
من جانبه، قال العقيد علي العبادي، من الجيش العراقي، إن "الوضع الأمني مستقر جداً في مدينة كربلاء وضواحيها، ولا توجد تهديدات حقيقية تستهدف الزائرين، لكننا نخشى من التدافع أو الشائعات التي قد تُطلق داخل حشود الزائرين، ما قد يؤدي إلى حالات وفاة"، مبيناً لـ"العربي الجديد" أن "الوضع الأمني مستقر، ولا مخاوف من أي أعمال إرهابية".
ويتجمّع مئات الآلاف من العراقيين بين مرقدي الإمام الحسين وأخيه العباس، بالإضافة إلى المسلمين الشيعة من إيران والهند ودول أخرى، في يوم العاشر من محرّم، لأداء ما يعرف بـ"ركضة طويريج"، وهي أبرز طقوس إحياء هذه الذكرى التي يؤديها الشيعة عبر مواكب وشعائر تجرى في بلدان عدة، وتمثل رمزية كبرى في كربلاء.