التغيرات المناخية تهدد حيوانات برية ونهرية بالانقراض في العراق

العربي الجديد

التغيرات المناخية تهدد حيوانات برية ونهرية بالانقراض في العراق

  • منذ 4 شهر
  • العراق في العالم
حجم الخط:

مع تزايد تأثيرات التغيرات المناخية وارتداداتها على الواقع البيئي في العراق، يتأثر التنوع الأحيائي بشكلٍ كبير، في ظل عوامل طبيعية لها علاقة بالمناخ، وعدم تقدم الحكومة العراقية في ملفات حماية البيئة، بالإضافة إلى عوامل خارجية، من بينها التجاوز على الحيوانات المهددة بالانقراض، الأمر الذي يشكل خطورة إضافية على الوضع البيئي العراقي.

وأكد رئيس المركز الاستراتيجي لحقوق الإنسان (منظمة مجتمع مدني) فاضل الغراوي، أن العديد من الحيوانات البرية والنهرية في العراق مهددة بالانقراض بسبب التغييرات المناخية، مشيراً إلى أن "العراق يحتل المرتبة الخامسة في عدد الحيوانات المهددة بالانقراض في المنطقة العربية"، مضيفاً، خلال تصريحات للصحافيين أمس السبت، أن "أبرز الحيوانات المهددة في مناطق وسط العراق وجنوبه وغربه وشماله هي غزال الريم، كلب الماء (ماكسويل)، الرفش الفراتي، الوعل الجبلي، والبلبل أبيض الخدين، القضاعة، الزكين طويل الذنب، الرفش الفراتي، الأسماك العمياء، النمر، الرخم، الأفعى القرناء".

وأوضح أن "التنوع البيولوجي في العراق تأثر بعدد لا يُحصى من العوامل، أهمها التغييرات المناخية والعواصف الرملية والجفاف والتصحر والأنشطة البشرية والصيد الجائر وحرق الوقود الأحفوري وإزالة الغابات"، مطالباً الحكومة بـ"تفعيل اتفاقية رامسار لحماية التنوع البيولوجي، ومنع الصيد بالنسبة إلى الحيوانات المهددة بالانقراض واعتبارها من الجرائم الخطرة، وإنشاء العديد من المحميات الطبيعية في عموم محافظات العراق".

التغيرات المناخية تهدد 58 نوعاً من الحيوانات

وتعيش أغلب الحيوانات المهددة بالانقراض في أحواض نهري دجلة والفرات. وبالرغم من انضمام العراق إلى اتفاقية رامسار عام 2007 بموقع واحد، وهو هور الحويزة، والاعتراف بالعديد من المواقع الجنوبية مناطقَ حماية دولية، إلا أن العراق يواجه مخاطر انقراض نحو 58 نوعاً من الحيوانات والطيور في مختلف مناطق البلاد، بسبب التغير المناخي الهائل من الجفاف وتراجع نسب الأمطار، وارتفاع درجات الحرارة.

وتواصل "العربي الجديد" مع نشطاء في البيئة والمناخ، من جنوب العراق، وأكدوا أن "التنوع الأحيائي في مدن جنوب البلاد يواجه تحديات وجودية"، وبيّن أحدهم أن "التدخل البشري موجود في انقراض بعض أنواع الحيوانات، من بينها حيوان الرفش المائي".

وقال الناشط علي الساعدي، لـ"العربي الجديد"، أن "حيوان الرفش يواجه الانقراض لأسباب مناخية وأخرى لها علاقة بالصيد الجائر. وبرغم أن العراقيين لا يأكلون الرفش، إلا أن العمال الآسيويين في الشركات الغازية والنفطية مناطق جنوبيّ البلاد يقومون بصيده أو شرائه من الصيادين"، مؤكداً أن "سعر حيوان الرفش الواحد يصل إلى 100 دولار، ويتم ذلك على مرأى ومسمع من إدارات الشركات العاملة في المحافظات العراقية، ومن دون منع حكومي"، مؤكداً أن "أي خلخلة في التنوع الأحيائي سيؤدي إلى تفشي الأمراض لدى البشر، لأن العلاقة بين الإنسان والحيوان في الحالة البيئية هي علاقة تكاملية".

وحيوان الرفش هو السلحفاة طرية الترس التي كانت تنتشر في نهري دجلة والفرات والأهوار الجنوبية في العراق، اكتشفها عالم الطبيعة الفرنسي غيوم أنطوان أوليفييه عام 1797 على ضفاف نهر الفرات في بلدة عانة بمحافظة الأنبار. وكان الرفش الفراتي منتشراً بكثرة في مناطق عديدة من العراق، إلا أنه يواجه الانقراض مع تراجع نسب المياه وارتفاع الملوحة والصيد الجائر لاستخدام شحومه للأكل وتحضير علاجات الطب الشعبي.

وفي عام 2016، وضع حيوان الرفش على اللائحة الحمراء من قبل الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، وقد أوضحت المنظمة آنذاك، في بيان، أن "إدراجها الرفش الفراتي ضمن قائمتها جاء بعد انخفاض أعداده بنسبة 50% في غضون 15 عاماً، جراء التصحر وتجزئة موائله الطبيعية وتدميرها".

وفي وقتٍ سابق، قال وكيل وزارة البيئة العراقية جاسم الفلاحي إن "هناك اتفاقية دولية وضعت بشأن الأنواع الحيوانية المعرضة لخطر الانقراض أو التي تواجه تهديدات الانقراض، والعراق انضم إليها، وهي اتفاقية سايكس، تتضمن آلية التعاون مع الأنواع النادرة والمعرضة للانقراض، والتي يمنع الاتجار الدولي وآليات مراقبتها"، مضيفاً في تصريحات صحافية، أن "العراق واحد من أهم البلدان في محطات هجرة الطيور المهاجرة بمناطق أعالي الجبال، إضافة إلى مناطق الأهوار التي تُعَدّ واحدة من أهم المحطات المهمة في خط سير هذه الطيور، فضلاً عن تراجع الإمدادات المائية وتصاعد معدلات الجفاف التي تُعَدّ واحداً من المهددات بفقدان الكثير من الموارد الطبيعية لهذه الأنواع الحيوانية والنباتية".

بدوره، أشار نقيب السياحيين العراقيين محمد عودة العبيدي إلى أن "التنوع الأحيائي في الطبيعة يعتبر من أهم وسائل الجذب السياحي، خصوصاً أن المناطق العراقية تجذب الطيور المهاجرة وغيرها من الحيوانات، لكن الصيد الجائر في مواسم التكاثر يؤدي إلى انحسارها"، معتبراً في حديثٍ مع "العربي الجديد"، أن "هناك تجاوزاً واضحاً على الحيوانات من قبل العمالة الأجنبية في شركات عاملة في مناطق عراقية، وهؤلاء تسمح لهم عاداتهم ودياناتهم أكل هذه الحيوانات، لكنها في الحقيقة تسبب خلخلة في التوازن البيئي"، مشيراً إلى أن "المشكلة في هذا الملف أن بعض السكان المحليين يتعاونون مع العمالة الأجنبية من خلال صيد هذه الحيوانات وبيعها، وهو أمر مؤسف في ظل البطالة بين صفوف الشباب والفقر في تلك المناطق، وبالتالي لا بد من تحفيز الجهات الحكومية، بالإضافة إلى الجهات المعنية والمنظمات المعنية، على حماية البيئة والحيوان".

ويُواجه العراق انخفاضاً كبيراً في مستوى مياه نهري دجلة والفرات، ما تعزوه السلطات إلى سدود تبنيها إيران وتركيا، فضلاً عن شحّ الأمطار، كذلك سبّب ارتفاع درجات الحرارة تزايد نقص المياه عاماً بعد آخر، ما يجعل البلد من بين أكثر خمس دول في العالم عرضة لتأثيرات التغير المناخي الواضحة، وفقاً للأمم المتحدة.



عرض مصدر الخبر



تطبيق موسوعة الرافدين




>