4 قتلى في ضربة أميركية على إحدى قواعد الحشد الشعبي بالعراق
قُتل أربعة أشخاص على الأقل في العراق، أمس الثلاثاء، نتيجة غارات جوية نفذها الجيش الأميركي على قاعدة لقوات الحشد الشعبي في منطقة جرف الصخر بمحافظة بابل جنوبي بغداد. وأفاد مسؤول دفاعي أميركي بأن الضربة كانت "دفاعية" ضد "مقاتلين" في العراق حاولوا إطلاق مُسيّرات تهدّد القوّات الأميركيّة والقوّات المتحالفة معها في المنطقة. وهذه الضربة تعتبر الأولى التي تشنها القوات الأميركية في العراق منذ شباط/فبراير الماضي..
وقال المسؤول الدفاعي الأميركي، الذي طلب عدم كشف هويته، إن "القوات الأميركية في العراق نفذت مساء اليوم (الثلاثاء) ضربة جوية دفاعية في محافظة بابل استهدفت مقاتلين كانوا يحاولون إطلاق طائرات مسيرة هجومية". وأشار إلى أن القيادة المركزية اعتبرت أن المسيرات "تشكل تهديدًا للقوات الأميركية وقوات التحالف"، مضيفاً "نحتفظ بالحقّ في الدفاع عن النفس ولن نتردد في اتخاذ الإجراء المناسب".
وقال مصدر أمني ومسؤول في الحشد الشعبي لفرانس برس إن الحصيلة ارتفعت إلى أربعة قتلى من عناصر الهيئة، بعدما كان أشار سابقاً إلى مقتل ثلاثة، لافتاً إلى أن الانفجارات "ناتجة عن غارات جوية" استهدفت المقر بـ"4 إلى 5 صواريخ". وأكد مصدر أمني حصيلة القتلى، وأشار إلى أنها مرشّحة للارتفاع. وقالت مصادر طبية ومصادر بالشرطة إن انفجارات وقعت داخل قاعدة تستخدمها قوات الحشد الشعبي العراقية جنوبي بغداد، ما تسبب في سقوط قتلى وإصابات، وقالت مصادر أميركية وعراقية إن الانفجارات جاءت بعد إطلاق عدة صواريخ على قاعدة عين الأسد الجوية العراقية التي تضم قوات تقودها الولايات المتحدة، دون تسجيل أضرار أو إصابات.
وفي الأسبوع الماضي، أطلِقت صواريخ باتجاه قاعدتَين تضمان قوات للتحالف الدولي بقيادة واشنطن لمكافحة تنظيم الدولة الإسلاميّة في العراق وسورية "داعش". وفي 16 تمّوز/يوليو المنصرم، استُهدفت قاعدة عين الأسد بطائرتين مسيرتين، دون وقوع إصابات أو أضرار. ورجح مسؤول أمني عراقي أن يكون الهجوم بهدف "إحراج" الحكومة العراقية و"الضغط" من أجل رحيل قوات التحالف الدولي المناهض للجهاديين، وهو المطلب الذي تكرره الفصائل الموالية لإيران. وفي نيسان/أبريل، أسفر "انفجار وحريق" داخل قاعدة كالسو التي تؤوي قوات الجيش والشرطة وعناصر الحشد الشعبي في محافظة بابل في وسط العراق، عن سقوط قتيل وثمانية جرحى. وفي نهاية كانون الثاني/يناير، أدى هجوم بطائرة مسيرة إلى مقتل ثلاثة جنود أميركيين في منطقة صحراوية عند المثلث الحدودي العراقي الأردني السوري. وتنشر الولايات المتحدة نحو 2500 عسكري في العراق ونحو 900 عسكري في سورية، وذلك في إطار التحالف الدولي الذي شكلته في 2014 لمحاربة تنظيم "داعش".
ومنذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، نفذت "المقاومة الإسلامية في العراق"، التي تتألف من عدة فصائل مقربة من طهران، أبرزها "كتائب حزب الله"، و"النجباء"، و"سيد الشهداء"، و"الإمام علي"، أكثر من 220 هجمة متفرقة، وكانت أقسى الضربات التي وجّهت إلى الأميركيين هي هجوم بطائرة مسيّرة في يناير/ كانون الثاني الماضي أسفرت عن مقتل ثلاثة جنود أميركيين.
(فرانس برس، رويترز، العربي الجديد)