عراقي يتعرّف إلى رفات أخيه المفقود منذ حرب الثمانينات مع إيران
تعرّف العراقي سوران إبراهيم إلى رفات أخيه جبار المفقود منذ 38 عاما خلال حرب الثمانينات مع إيران التي امتدت ثماني سنوات. وقال إن الصدفة قادته للعثور على الرفات بعدما شاهد على منصة "تيك توك" قبل أيام قائمة بأسماء رفات شهداء عُثر عليها في مقبرة بالزبير في محافظة البصرة. وقال: "حاولت التأكد من الأمر، واتصلت بشخص في محافظة البصرة، ثم توجهت مع أحد إخوتي إلى المحافظة حيث تأكدت من صحة المعلومة، وأن رفات أخي حقيقي إذ حمل في جيبه بطاقة هويته الشخصية، ما سمح للجان المختصة بأن تتعرّف إلى الرفات وتنشر اسمه".
ويتحدر جبار إبراهيم المولود في الأول من يوليو/تموز 1966 من بلدة سيتك بمحافظة السليمانية، وفُقد في 2 أكتوبر/تشرين الأول 1986، خلال أدائه خدمته العسكرية. وجرى تدوين اسمه بين المفقودين الذين لم يعثر على جثثهم ولم تتوفر معلومات عنهم. وقد وُجد رفاته في مقبرة جماعية اكتشفت عام 2015 حين عثرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر على عدد من المقابر الجماعية في منطقة الفاو، بعضها كانت داخل مستودع. وجرى نشر قائمة الأسماء مرات في السنوات السابقة لكن سوران لم يطّلع عليها إلا قبل أيام حين قرأ اسم أخيه.
وأشار سوران إلى أن شقيقه الأكبر جبار "كان مسجلاً في سجلات المفقودين في العراق، ولم يُدفن بعد العثور على رفاته، بل وُضع في كيس مع وثائق تضمنت بطاقة هويته". وأوضح أن جبار أصيب برصاصة قناص، وبسبب وزنه الثقيل طلب من رفاقه أن يتركوه وينقذوا أنفسهم، ثم سقطت المنطقة في يد القوات الإيرانية وترك جريحاً". ونقل سوران رفات أخيه من البصرة، ودفنه في مقبرة بلدة سيتك بمحافظة السليمانية التي ولد، وذلك بعد 38 عاماً من فقدانه.
وفي الأعوام الماضية نفذت اللجنة العراقية - الإيرانية المشتركة عمليات لتبادل رفات ضحايا الحرب بين الجانبين، وجرى ذلك على دفعات باشراف اللجنة الدولية للصليب الأحمر. وبحسب مسؤولين حكوميين عراقيين فقِد أكثر من 56 ألف شخص خلال الحرب العراقية - الإيرانية، وانقطعت أخبارهم رغم مرور أكثر من ثلاثة عقود على انتهائها، وقد عُرفت بحرب الخليج الأولى الأطول في القرن العشرين، وامتدت من 22 سبتمبر/أيلول 1980 إلى الثامن من أغسطس/آب 1988.