العراق يأمل بتدخل أممي للحصول على حصصه المائية من دول الجوار
وعدت بعثة الأم المتحدة في العراق "يونامي" بإجراء حوار مع دول جوار العراق، لحل أزمة المياه وحصول بغداد على حصصها المائية من تلك الدول لتجاوز أخطر أزمة جفاف تعانيها البلاد، وسط تفاؤل عراقي بشأن الدخول الأممي على خط الأزمة.
ويُواجه العراق انخفاضاً كبيراً في مستوى مياه نهري دجلة والفرات، ما تعزوه السلطات إلى سدود تبنيها إيران وتركيا، فضلاً عن شحّ الأمطار، كذلك سبّب ارتفاع درجات الحرارة تزايد نقص المياه عاماً بعد آخر، ما يجعل البلد من بين أكثر خمس دول في العالم عرضة لتأثيرات التغير المناخي الواضحة، وفقاً للأمم المتحدة.
وأمس السبت، وفي زيارة أجراها ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق محمد الحسان الى محافظة ذي قار، قال في تصريحات صحافية إن "بعثة يونامي ستخوض حوارا مع الدول المجاورة للعراق بهدف حل أزمة شحة المياه وضمان حصة البلاد المائية"، مؤكدا أن لديه قناعة راسخة بأن "الكل يعمل لأجل العراق فهو اليوم يختلف عن السنين التي مضت، خاصة وأن هناك مشاريع مستمرة لخدمة العراق من خلال المنظمات المختصة مثل اليونسكو، وأن ملف الجفاف ليس قاصراً على العراق، وسيكون هناك حوار جيد مع دول الجوار لحل هذه الأزمة".
وأضاف أن "الأمم المتحدة مستمرة في مشاريعها في العراق، وأن جهود الحكومة العراقية ليست غائبة عن ملف الجفاف، وأنا متأكد من أن هناك حوارًا جادًا وبناءاً بين العراق وجيرانه بما يخدم مصلحة الجميع، والعراق سيكون له دور محوري في الشرق الأوسط".
من جهته أعرب عضو لجنة الزراعة والمياه في البرلمان العراقي ثائر الجبوري، عن تفاؤله بتدخل الأمم المتحدة بملف الحصة المائية للعراق، وقال لـ"العربي الجديد"، إن "العراق مازال يعاني أزمة جفاف خطيرة وكبيرة، على الرغم من كل حواراته مع دول الجوار لضمان حصته المائية بشكل عادل، لكن مازال هناك جفاف خطير وهذا الجفاف له تداعيات إنسانية واقتصادية ومناخية كبيرة".
وأكد أن "دخول الأمم المتحدة على خط أزمة الجفاف في العراق أمر مهم، ونحن داعمون لهذه الخطوة مادامت تريد للعراق أن يحصل على حصته المائية العادلة، فيجب أن يكون هناك تدخل اممي وكذلك دولي، فلا يمكن السكوت أكثر على خطورة أزمة الجفاف، خاصة ونحن مقبلون على فصل الصيف، الذي سوف تزيد من خطورة الازمة".
وأضاف أن "لجنة الزراعة والمياه البرلمانية، ستعمل على التنسيق والتواصل مع ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق محمد الحسان، لضمان استمرار الدعم الأممي للعراق بتجاوز أزمة الجفاف خلال المرحلة المقبلة، كما ستعمل اللجنة على استضافة وزير الموارد المائية العراقية لمعرفة آخر تفاصيل الحوارات مع دول الجوار بخصوص الصحة المائية للعراق".
وكان الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد، قد أكد أمس السبت، أن بلاده تعاني من تناقص الموارد المائية وتزايد التصحر والجفاف، معتبراً أن الملف تتحكم فيه ثلاثة عوامل رئيسية هي المناخ وإدارة المياه وتصرفات دول الجوار.
ويشهد العراق أزمة جفاف غير مسبوقة، بسبب تراجع مستويات المياه الواصلة عبر نهرَي دجلة والفرات، نتيجة سياسات مائية لإيران وتركيا، من خلال بناء سدود وتحويل مجاري أنهار فرعية ومنع دخولها إلى العراق، ما دفع العراق الى اللجوء إلى ما يوصف بـ"الخزين الميت" في البحيرات والسدود، والوصول الى آخر محطة خزنية، والمتمثلة في منخفض بحيرة الثرثار، في محاولة لتغذية الأنهار التي تمر باتجاه محافظات الوسط والجنوب عبر نهري دجلة والفرات.
وقلصت السلطات العراقية مساحة الأراضي التي تشملها الخطة الزراعية الموسمية إلى النصف، وصولاً إلى استبعاد محافظات معيّنة من الخطة بالكامل، بسبب موجة الجفاف غير المسبوقة في البلاد بتأثير قطع إيران روافد نهر دجلة.