العراق مطمئن لأمن حدوده مع سورية: معبر القائم يستأنف عمله قريباً
كشفت مصادر في العراق عن خطة لإعادة نشاط معبر القائم الحدودي مع سورية، والذي أُغلق إثر أحداث إسقاط نظام بشار الأسد، مؤكدة لـ"العربي الجديد"، أن الحكومة مطمئنة لأمن الحدود المشتركة، بعد سلسلة الإجراءات التي اتخذتها والتعزيزات العسكرية التي جرى نشرها على الشريط الحدودي المشترك. ومنذ أحداث إسقاط نظام بشار الأسد، بدأت الحكومة في العراق تنفيذ خطة لتأمين الحدود مع سورية، ومنع عمليات التسلل بين البلدين، واتخذت إجراءات مشددة وعززت وجودها العسكري على الحدود بوحدات قتالية كبيرة، كما جرى إغلاق معبر القائم الحدودي الرئيس بين البلدين، والذي كان يُستخدم في النقل والتبادل التجاري وسفر الأفراد، ولم يُستخدم المعبر إلا وفق مبدأ الاستثناءات من ناحية السماح للأشخاص وبعض الشاحنات بالدخول في كلا الاتجاهين، مع تسهيلات للعراقيين العالقين في الجانب السوري.
ووفقاً لمسؤول في قيادة قوات الحدود العراقية، فإن "التقارير الأمنية التي تم رفعها من قبل قيادة الحدود إلى القيادات العليا أكدت السيطرة التامة على الحدود بين البلدين، وأن الخطط العراقية منعت أي عمليات تسلل وتهديد أمني"، مبيناً لـ"العربي الجديد"، مشترطاً عدم ذكر اسمه، أن "القيادات العليا تدرس إعادة النشاط الطبيعي لمعبر القائم، لحاجة البلاد له لممارسة النشاط التجاري مجدداً، وأن القرار متوقف على التقارير الأمنية". وأضاف أن "المعلومات المتوافرة لدينا تؤشر إلى أن الحكومة تخطط لإعادة فتح المعبر بشكل طبيعي في منتصف فبراير/ شباط المقبل"، مبيناً أن "إعادة النشاط الطبيعي للمعبر سيرافقها استمرار التشديد الأمني في المعبر وعلى طول الشريط الحدودي".
من جهته، نفى قائمقام قضاء القائم تركي المحلاوي وجود أي استثناءات في العبور عبر معبر القائم الحدودي بين العراق وسورية في الوقت الحالي، قائلاً، في تصريح صحافي، إن "معبر القائم الحدودي يشهد منذ أحداث الثامن من ديسمبر/ كانون الأول الماضي إجراءات أمنية مشددة، بناءً على تعليمات مباشرة من بغداد، وأنه يُسمح لكل عراقي يصل إلى المعبر من الجهة السورية بالدخول فوراً، فيما يسمح للسوريين الموجودين داخل العراق بالخروج من المعبر باتجاه بلادهم، لكن لا يُسمح لهم بالعودة مجدداً".
وأضاف أن "العراق لا يقدم أي استثناءات لأي جنسية أجنبية أو عربية تأتي من سورية باتجاه العراق عبر المعبر"، موضحاً أن "الاستثناء الوحيد يتعلق بالعراقيين فقط"، وأشار إلى أن "الأوضاع في المعبر هادئة، ولم يتم تسجيل أي خروقات أو مؤشرات سلبية"، لافتاً إلى أن "التوقعات تشير إلى أن عودة العبور بين الطرفين، واستعادة المعبر وضعه الطبيعي قد تبدآن قريباً، وخاصة أن الجانب السوري بدأ بترتيب أوراقه في المعبر الحدودي المقابل للقائم من ناحية وجود الموظفين والإجراءات الإدارية والأمنية الأخرى".
وأضاف أن "المعبر سيخضع لإعادة ترميم وتأهيل بما يجعله قادراً على استقبال المسافرين أو مغادرتهم"، مشيراً إلى أنه "لم يتم تسجيل دخول أي أجنبي عبر المعبر طوال الفترة الماضية، حيث كان الدخول مقتصراً على العراقيين فقط ممن علقوا في سورية بسبب الأحداث". وكان مسؤولون أمنيون عراقيون قد أكدوا في وقت سابق عدم تسجيل أي خروقات أمنية على الشريط الحدودي العراقي السوري منذ الثامن من ديسمبر/ كانون الأول الماضي، معتبرين أن الملف الحدودي هو الأكثر أمناً منذ 21 عاماً، وسط تأكيدات على التوجه لإرسال تعزيزات عسكرية إضافية إلى الحدود.