إجلاء 148 عائلة عراقية من مخيم الهول في سورية
غادرت اليوم السبت، 148 عائلة عراقية من مخيم الهول الواقع جنوب مدينة الحسكة، شمال شرقي سورية، وذلك بالتنسيق بين الحكومة العراقية والإدارة الذاتية في شمال سورية وشرقها. وهذه هي الدفعة العشرون منذ بدء التنسيق بين الطرفين لإخراج اللاجئين العراقيين من مخيم الهول، والثانية من نوعها منذ مطلع العام الجاري. وأوضح مصدر من إدارة المخيم، رفض الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، لـ "العربي الجديد"، أن "578 عراقياً موزعين على 148 عائلة خرجوا، اليوم السبت، من المخيم بالتنسيق مع الحكومة العراقية".
وبحسب المصدر، فإن الاستعدادات تجري في مخيم الهول لتنظيم أولى رحلات العودة الطوعية لسكان المخيم إلى المناطق السورية بعد سقوط نظام الأسد، مُشيراً إلى أن الرحلة تشمل 66 عائلة، تشكل النساء والأطفال الغالبية العظمى منهم. وتُعَدّ هذه الخطوة بارقة أمل جديدة لسكان المخيم الذين عانوا لسنوات من ظروف معيشية صعبة، وسط آمال بعودة تدريجية للحياة الطبيعية في المناطق السورية.
وفي حديث لـ"العربي الجديد"، وصف محمد الجاسم، وهو رجل ستيني من ريف دير الزور يقطن في المخيم، الحياة هناك بأنها شديدة القسوة، قائلاً: "اسم مخيم الهول يحمل في طياته الكثير من الرعب، فهو يثير في الذاكرة الجمعية للسوريين صور البؤس المنتشر في كل المخيمات من فقر واكتظاظ سكاني وقلة الرعاية الصحية. إلا أن القدر كان أقسى علينا نحن السوريين، فالمخيم يقع على أرض سورية، ورغم ذلك نعاني من ظروف لا إنسانية".
وأضاف الجاسم: "الموقع الصحراوي للمخيم يزيد من المعاناة. الصيف شديد الحرارة، والشتاء قارس البرودة، والغبار يملأ الأجواء. بالإضافة إلى ذلك، الحياة اليومية صعبة للغاية، مع نقص حاد في الرعاية الصحية، خصوصاً للأطفال والنساء، وندرة في المواد الغذائية. المخيم أشبه بسجن حقيقي، حيث يصعب التواصل مع العالم الخارجي".
وأشار الجاسم إلى أن "الأسوأ من ذلك هو الوصمة التي التصقت بكل من عاش في هذا المكان، إذ يُتهم سكان المخيم بالإرهاب، وهي تهمة تلاحق الأجيال القادمة. كذلك فإن غياب المدارس أو أي مظاهر للحياة الطبيعية يجعل الأمل في مستقبل أفضل بعيد المنال". ويتمنى الجاسم تفريغ المخيم بشكل كامل، وإزالة كل المخيمات في سورية، ليعود الناس إلى بيوتهم ويعيشوا حياة كريمة.