وزير خارجية تركيا في بغداد اليوم: "العمال الكردستاني" يتصدر الملفات
من المرتقب أن يجري وزير خارجية تركيا هاكان فيدان، اليوم الأحد، زيارة رسمية إلى العاصمة بغداد، يلتقي خلالها مع الرئاسات العراقية الثلاث لبحث عدد من الملفات، فيما يتصدر الملف الأمني مباحثاته مع المسؤولين العراقيين. وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية العراقية، لـ"العربي الجديد"، إن "زيارة فيدان ستكون ليوم واحد فقط، وسيلتقي خلالها مع نظيره العراقي فؤاد حسين، والرئاسات الثلاث (رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب)، إضافة الى بعض القيادات السياسية العراقية".
وأضاف المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه أن "مباحثات فيدان في بغداد ستركز على الملف الأمني المتعلق بملف وجود حزب العمال الكردستاني، والتشديد على ضرورة التنسيق العراقي - التركي لمواجهة الحزب خلال المرحلة المقبلة، وبحث إمكانية تفعيل اتفاق أمني عسكري لضبط الحدود ومنع تحرك عناصر حزب العمال". وبين أن وزير الخارجية التركي سيبحث في بغداد الملف السوري وتطورات العلاقات العراقية مع الإدارة التركية، وضرورة التنسيق الثلاثي بين كل من بغداد ودمشق وأنقرة، وإعادة فتح المعابر مع سورية الرسمية، وكذلك إعادة التجارة ما بين العراق وسورية.
إضافة إلى ما سبق، سيبحث فيدان، بحسب ما ذكر المصدر لـ"العربي الجديد"، تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري مع بغداد وكذلك مشروع طريق التنمية وملف المياه، مشيرًا إلى أن "العراق سيسعى خلال الاجتماعات الرسمية لضمان حصول بغداد على الحصة العادلة من المياه خلال المرحلة المقبلة، خاصة مع فصل الصيف".
من جهته، وصف عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي مختار الموسوي، لـ"العربي الجديد"، زيارة فيدان وموعدها في ظل ما تشهده المنطقة من أحداث ومتغيرات بـ"المهمة جدًا"، مشيرًا إلى أن العراق بحاجة إلى تعزيز العلاقات مع كافة دول الجوار وزيادة التنسيق الأمني. وبيّن الموسوي أن "الزيارة ستركز على الملف الأمني بالدرجة الأساس، فهناك اهتمام تركي كبير بمواجهة حزب العمال الكردستاني والقضاء عليه داخل الأراضي العراقية، وهناك دفع تركي بأن يكون العراق جزءاً من هذه المواجهة، وهذا الأمر سيُبحث بشكل معمق مع المسؤولين العراقيين".
وتسبب وجود عناصر حزب العمال الكردستاني، الذي تصنّفه أنقرة "منظمة إرهابية"، في الأراضي العراقية بالعديد من الأزمات السياسية بين البلدين، وتكمن صعوبة إجراء تفاهمات كاملة بين حكومة العراق والحكومة التركية بشأن إنهاء وجود مسلحي الحزب في العراق في عدة عوامل ميدانية عسكرية، أبرزها وجود الحزب في مناطق يصعب وصول القوات العراقية إليها، ضمن المثلث العراقي الإيراني التركي الواقع تحت إدارة إقليم كردستان، إلى جانب الدعم الذي يتلقاه مسلحو الحزب من فصائل مسلحة توصف عادة بأنها حليفة لإيران، خصوصاً في مناطق سنجار، غرب نينوى.
وتربط تركيا بالعراق علاقات تاريخية وثقافية وإنسانية عميقة الجذور، ويعد العراق من أهم الشركاء التجاريين لتركيا بحجم تبادل تجاري يصل إلى 20 مليار دولار، وشهدت العلاقات الثنائية بين البلدين تطوراً ملحوظاً في الآونة الأخيرة أثمر إقامة تعاون في مجالات شتى.