دفعة جديدة من عراقيي مخيّم الهول السوري إلى الموصل

العربي الجديد

دفعة جديدة من عراقيي مخيّم الهول السوري إلى الموصل

  • منذ 4 أسبوع
  • العراق في العالم
حجم الخط:

قالت وزارة الهجرة العراقية إنّ 148 عائلة عراقية عادت إلى البلاد قادمة من مخيّم الهول السوري، وذلك في ثاني دفعة من نوعها خلال أقل من شهر واحد. ومنذ عامين، تواصل الحكومة العراقية في بغداد جهوداً كبيرة تجاه ما تسميه تفكيك مخيم الهول السوري الواقع في محافظة الحسكة على مقربة من حدودها مع محافظة نينوى، ويضم جنسيات عربية وأجنبية مختلفة، مقسمة عدّة أقسام بينها قسم من أسر وعائلات مقاتلي تنظيم "داعش"، وقسم من النازحين والمهجرين العراقيين الذين أجبرهم تنظيم "داعش" على الانسحاب معه بعد هزيمته بالمدن العراقية الحدودية مع سورية، وآخرين من عراقيّي سورية الذين يقيمون في البلاد منذ الغزو الأميركي للعراق عام 2003.

وتخشى بغداد بعد سقوط نظام بشار الأسد في سورية من أن انعكاسات استمرار الخلافات بين الإدارة السورية في دمشق ومليشيات قوات سوريا الديموقراطية (قسد) قد يؤدّي إلى اضطراب يهدّد المخيم والسجن القريب منه، حيث يقبع الآلاف من مسلحي تنظيم "داعش"، المعروف باسم "سجن غويران".

وتشير التقديرات إلى أنّ مخيم الهول يضم أكثر من 42 ألف شخص، بينهم نحو 20 ألف عراقي، و16 ألف سوري، فيما يبلغ عدد الأجانب من جنسيات مختلفة أكثر من ستة آلاف شخص غالبيتهم نساء وأطفال. ومساء أمس الأحد، أعلنت وزارة الهجرة العراقية عودة 148 عائلة عراقية من مخيم الهول السوري وإيداعها في مخيم الجدعة جنوبي الموصل.

وقال مدير مديرية الهجرة في محافظة نينوى، شمالي العراق، خالد عبد الكريم، في تصريحات للصحافيين، إنه "جرت إعادة 148 عائلة عراقية من مخيم الهول السوري، معظمها من النساء والأطفال"، مضيفاً أنّ "العودة تحققت بعد إتمام عملية التدقيق الأمني وثبوت عدم تورط العائدين في قضايا في العراق أو كونهم من المطلوبين أمنياً"، مشيراً إلى أنّ "العائدين استقروا في مركز الأمل للدعم النفسي في مخيم الجدعة جنوبي الموصل، وسيطبق عليهم برنامج خاص بإعادة التأهيل قبل عودتهم إلى ديارهم".

وقال وكيل وزارة الهجرة كريم النوري، لوكالة الأنباء العراقية (واع)، اليوم الاثنين، إن "مخيمات الهول في الحسكة تقع على بعد نحو 13 كيلومتراً شمال شرقي سورية، وهي موجودة منذ مدة طويلة"، مبيناً أن "الحرب ضدّ عصابات داعش الإرهابية دفعت العديد من الأشخاص للهروب إلى المخيم الذي يضمّ حوالي 60 ألف شخص من العراقيين والأجانب".

وأضاف النوري أنّ "العراق أوّل دولة تتمكّن، من خلال لجنة أمنية مختصة، من تدقيق ملفات العائدين وإيواء 18 دفعة منهم في مركز الأمل للتأهيل المجتمعي في (الجدعة) وقد جرى تنفيذ إجراءات التأهيل بالتعاون مع 11 منظمة دولية، وبدعم من مستشارية الأمن القومي ووزارة الصحة، فضلاً عن مختصين وعلماء نفس، ما ساعد في إعادة الكثير من النازحين إلى مناطقهم من دون تسجيل أي خروقات أمنية فيها".

وفي وقت سابق من هذا الشهر، قال مسؤولون عراقيون في بغداد إنّ خطة أمنية يجرى بحثها حالياً، تتركز على تفكيك كل من سجن "غويران" المعروف أيضا بسجن الصناعة، ومخيم "الهول"، الواقعين تحت سيطرة قوات سوريا الديموقراطية (قسد)، ضمن محافظة الحسكة شرقي سورية، مؤكّدين أن الخطة، التي ستكون على عدة مراحل زمنية، سيتولى العراق الجزء الأكبر منها.

وتدفع هذه الخطة المخاوف من الاختلالات الأمنية التي قد تحصل في الشمال الشرقي السوري الواقع تحت سيطرة "قسد"، وما قد ينتج عنه من مشاكل وتهديدات مرتبطة بمصير مسلحي التنظيم المحتجزين عند "قسد"، أو بالمخيم الذي يضم أكثر من 42 ألف شخص غالبيتهم نساء وأطفال ومن نحو 16 دولة أجنبية وعربية.

وتعمل الحكومة العراقية على إعادة آلاف العائلات العراقية الموجودة في مخيم الهول بشكل تدريجي، فتنقل دفعات منها في محطات زمنية متقاربة إلى مخيم الجدعة الواقع في محافظة نينوى المجاورة لمحافظة الحسكة السورية، ليتابع أفراد تلك العائلات هناك دورات تأهيل نفسي، وكذلك اجتماعي وتعليمي، قبل السماح لهم بالعودة إلى منازلهم في مدنهم الأصلية التي تركوها قبل احتلال تنظيم داعش في عام 2014.



عرض مصدر الخبر



تطبيق موسوعة الرافدين




>