رحيل المخرج العراقي محمد شكري جميل عن 88 عاماً
توفي المخرج العراقي محمد شكري جميل عن عمر ناهز 87 عاماً، وفق ما أعلنه مستشار رئيس مجلس الوزراء للشؤون الثقافية، عارف الساعدي، اليوم الاثنين. ونعى وزير الثقافة العراقي، أحمد فكاك البدراني، رحيل المخرج قائلاً في التعزية: "تلقينا ببالغ الحزن والأسى نبأ رحيل المخرج العراقي محمد شكري جميل الذي يعد واحداً من رواد السينما العراقية العظماء ولكن روحه ستظل حاضرة في كل مشهد ولقطة رسمها بحب وشغف، ويبقى خالداً في تأريخ الفن والإبداع بما تركه من إرث فني جسّد عبقريته وموهبته المميزة".
وُلد محمد شكري جميل في بغداد عام 1937، ودرس السينما في المعهد العالي للسينما في المملكة المتحدة. بدأ تجربته سنة 1953 بإنتاج أفلام وثائقية لوحدة الإنتاج السينمائي في شركة نفط العراق، وعمل في الأفلام السينمائية العالمية "اصطياد الفأر" لبول روثا، وفيلم "عين الثعلب في الصحراء"، وفيلم الرعب "التعويذة" الذي صُور في مدينة الموصل شمال العراق.
كذلك عمل الراحل في مونتاج الفيلم التاريخي "نبوخذ نصر" الذي أخرجه كامل العزاوي، والذي يعد أول فيلم عراقي ملوّن، ثم أخرج فيلم "شايف خير" عام 1968 وفيلم "الظامئون" عام 1973 المأخوذ عن رواية الكاتب العراقي عبد الرزاق المطلبي، ثم أخرج فيلمه الكبير "الأسوار" عام 1979، الذي يتحدّث عن نضال الشعبين العراقي والمصري ضد العدوان الثلاثي بعد تأميم قناة السويس عام 1956، واندلاع انتفاضة 1956 في العراق.
في عام 1982 أخرج محمد شكري جميل فيلم "المسألة الكبرى"، الذي يعد من أضخم إنتاجات السينما العراقية، ويتحدث عن نضال الشعب العراقي ضد المحتل الإنكليزي وثورة العشرين، وشارك فيه إلى جانب الفنانين العراقيين ممثلون أجانب، من ضمنهم الممثل العالمي أوليفر ريد. وفي عام 1982 أخرج فيلم "المهمة مستمرة"، الذي كان أول فيلم روائي عن الحرب مع إيران، جمع بين التسجيلي والروائي، وتناول حادثة حقيقية وقعت لطيار عراقي أصيبت طائرته أثناء مهمة. كما للراحل أفلام عدة، منها "الفارس والجبل" و"عرس عراقي" و"اللعبة" و"الملك غازي".