دفعة جديدة من العائلات العراقية تغادر مخيم الهول شرقي سورية

غادرت نحو 90 عائلة عراقية مخيم الهول الواقع جنوبي محافظة الحسكة شمال شرقي سورية، وتوجّهت إلى العراق، اليوم الخميس، في إطار عملية تنسيق أجريت بين الإدارة الذاتية واللجنة الأمنية في سورية ولجنة الهجرة والمهجّرين في مجلس النواب العراقي، وفقاً لما نقلت وكالة هاوار المقرّبة من الإدارة الذاتية في تقرير أخير.

وعند الساعة الواحدة من بعد ظهر اليوم، غادرت تلك العائلات العراقية مخيم الهول بمرافقة من قوى الأمن الداخلي في شمال شرق سورية والتحالف الدولي، في اتّجاه الأراضي العراقية، وذلك في إطار دفعة ثالثة قُدّر عدد أفرادها بنحو 500 شخص. وضمّت الدفعة الأولى من العائلات العراقية التي غادرت مخيم الهول 193 عائلة، بإجمالي عدد أفراد تجاوز 715 شخصاً، ونُقلت إلى العراق في الثامن من يناير/ كانون الثاني الجاري. أمّا الدفعة الثانية، فقد بلغ عدد العائلات فيها 148، بعدد أفراد وصل إلى 578 شخصاً، ونُقلت إلى العراق قبل خمسة أيام، تحديداً في 25 يناير.

يوضح الإعلامي جان علي لـ"العربي الجديد" أنّ مخيم الهول يتّجه نحو التفريغ الكامل، ولا سيّما بعد قرار الإدارة الذاتية بالسماح للمواطنين السوريين بمغادرته والعودة إلى مناطقهم الأصلية، بالتزامن مع قرار الحكومة العراقية القاضي بإخراج جميع العراقيين الموجودين فيه. لكنّ علي يشير إلى أنّ المشكلة الرئيسية فيه تكمن في مصير الأجانب من جنسيات مختلفة، إذ يضمّ مخيم الهول مواطنين من نحو 76 دولة. ويذكر أنّ ثمّة اتفاقاً شبه رسمي بشأن هذا المخيم، نظراً إلى ما يمثّله من تهديد على سورية والمنطقة ودول العالم.

ويبيّن علي أنّ الدفعة التي غادرت مخيم الهول اليوم هي الدفعة الـ21 التي تضمّ مواطنين عراقيين، مضيفاً أنّ منظمات إنسانية عديدة علّقت عملها في داخل المخيم، في حين حدّدت منظمات أخرى فترة زمنية قد لا تتجاوز الشهر لمواصلة أنشطتها فيه. ولفت الإعلامي إلى أنّ تعليق عمل المنظمات يؤشّر كذلك إلى قرب ختم ملفّ مخيم الهول.

وكانت "الإدارة الذاتية" قد أعلنت، في 23 يناير الجاري، عن فتح المجال أمام السوريين الذين لجأوا إلى مخيم الهول للعودة إلى مناطقهم. ويوضح رئيس مكتب شؤون النازحين واللاجئين لدى الإدارة الذاتية شيخموس أحمد لـ"العربي الجديد" أنّ "القرار سُجّل رسمياً، وسوف تُوَفَّر مكاتب خاصة لتسجيل العائلات الراغبة في المغادرة"، لافتاً إلى أنّ القرار دخل حيّز التنفيذ في يوم الإعلان عنه. يضيف أحمد أنّ "تصنيف العائلات سوف يجري وفقاً للمناطق التي تعود إليها العائلات، فيُصار إلى مغادرة كلّ منطقة على حدة، مع توفير تسهيلات من قبل الإدارة الذاتية"، مشيراً إلى أنّ "العمل جارٍ لتنفيذ القرار، وسوف تُحدَّد مواعيد الرحلات قريباً".

تجدر الإشارة إلى أنّ مخيم الهول يُعَدّ واحداً من المخيمات الكبرى في مناطق شمال شرق سورية، وهو يؤوي إلى جانب السوريين عائلات مقاتلي تنظيم داعش المتحدّرين من نحو 60 دولة، وفقاً لما تشير إليه التقارير الصادرة عن الأمم المتحدة.