حراك مبكر لتشكيل التحالفات الانتخابية في العراق

العربي الجديد

حراك مبكر لتشكيل التحالفات الانتخابية في العراق

  • منذ 2 أسبوع
  • العراق في العالم
حجم الخط:

تشهد الساحة السياسية العراقية حراكاً مبكراً بين مختلف القوى الفاعلة في البلاد، هدفه تشكيل التحالفات الانتخابية، وكسب المرشحين الأقوياء، استعداداً لخوض الانتخابات البرلمانية المقررة في شهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل، وسط غموض بشأن مشاركة التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر، بهذه الانتخابات من عدمها حتى الساعة، وطبيعة التحالفات الانتخابية في العراق التي ستشكّل في ضوء ذلك. وكشفت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، الأسبوع الماضي، عن آلية تحديد موعد إجراء الانتخابات التشريعية المقبلة، فيما أكدت أن تحديد موعد الانتخابات لانتخاب برلمان عراقي جديد يجب أن يكون قبل انتهاء الدورة البرلمانية بـ45 يوماً.

وشهد العراق بعد الغزو الأميركي في عام 2003، خمس عمليات انتخاب تشريعية، أولها في عام 2005 (قبلها أجريت انتخابات الجمعية الوطنية التي دام عملها أقل من عام)، وآخرها في أكتوبر 2021، وتمّ اعتماد قانون الدائرة الواحدة لكل محافظة في النسخ الأربع الأولى، والانتخابات الأخيرة في عام 2021 أُجريت وفق الدوائر المتعددة، بعد ضغط قوي من الشارع والتيار الصدري لإجراء هذا التعديل الذي كان يعارضه الإطار التنسيقي. وفي مارس/آذار 2023، صوّت البرلمان العراقي على قانون التعديل الثالث لقانون الانتخابات، الذي أعاد اعتماد نظام الدائرة الواحدة لكل محافظة.

حسين الأسعد: حال وضع القوى السياسية العربية السنية لا يختلف كثيراً عن الإطار التنسيقي، فالخلافات كبيرة في ما بينهم

بحث عن مرشحين أقوياء

وشهدت محافظات كربلاء والنجف والبصرة والأنبار ونينوى وبغداد وواسط وذي قار، خلال الأيام الماضية، زيارات مكثفة لقادة قوى سياسية وأحزاب تحت غطاء حضور مؤتمرات ومنتديات واجتماعات قبلية ودينية مختلفة. ووصف عضو تحالف "الإطار التنسيقي"، فاضل موات، في حديث مع "العربي الجديد"، الظهور المتكرر لقادة القوى السياسية في المدن والمحافظات خلال الأيام الماضية، بأنه "حراك سياسي مبكر لتشكيل التحالفات الانتخابية في العراق واختيار المرشحين الأقوياء". لكنه أكد في الوقت ذاته، وجود "انقسام داخل قوى الإطار التنسيقي، فهناك من يريد دخول الإطار بشكل جماعي عبر تحالف أو تحالفين، وهناك من يريد خوض الانتخابات بشكل منفرد، ولا اتفاق نهائيا بشأن ذلك"، لافتاً إلى أنه "حتى رئيس الوزراء محمد شيّاع السوداني، لم يحسم أمر تياره السياسي بشأن خوض الانتخابات بشكل منفرد عن قوى الإطار أو تحت مظلّة تحالف انتخابي كبير يمثل الإطار التنسيقي".

وبالنسب لموات، فإن "الحال ذاته ينطبق لدى البيوت السياسية السنية والكردية، فهناك حراك في ما بين تلك القوى بشكل غير معلن لرسم التحالفات الانتخابية في العراق بالمرحلة المقبلة، لكن لا اتفاق سياسيا في ما بينهم، فالوقت لا يزال مبكراً بشأن حسم المواقف من التحالفات الانتخابية، خصوصاً أن الكل ينتظر ما سيكون شكل قانون الانتخابات المرتقبة، حتى تحسم الكتل والأحزاب مواقفها بشأن التحالفات". ووفقاً لناشطين سياسيين عراقيين، فإن التركيز ينصب حالياً على كسب أساتذة الجامعات، والضباط المتقاعدين، وزعماء القبائل البارزين، وشخصيات اجتماعية تتحدر من عوائل معروفة في المدن والمناطق المختلفة.

وقال ناشط سياسي في بغداد، يدعى محمد العبيدي، لـ"العربي الجديد"، إن التنافس على كسب بعض المرشحين من قبل الأحزاب لضمّهم إلى قواها أو قوائمها الانتخابية وصل إلى دفع أكثر من مليار دينار (نحو 800 ألف دولار) للشخص المعني الذي يوافق على الانضمام، وهذا في بغداد، ما يعني أن التنافس الانتخابي بدأ فعلياً مبكراً هذه الانتخابات". واعتبر الظاهرة "مؤشرا على استنفاد مختلف القوى السياسية الوجوه الحزبية التي لديها، واستشعارها بخطورة وضعها انتخابيا".

التحالفات الانتخابية في العراق تنتظر الحسم

عزام الحمداني، القيادي في تحالف "العزم"، إحدى القوى العربية السنية، قال لـ"العربي الجديد"، إن "هناك تفاهمات أولية ما بين بعض الكتل والأحزاب السياسية بشأن شكل التحالفات الانتخابية في العراق قبل الانتخابات المقبلة، لكن هذه التفاهمات لم تتحول حتى الآن إلى اتفاقات رسمية ملزمة لهذه الأطراف". ورأى الحمداني أن انتخابات البرلمان العراقي المقبلة، بدأت مبكراً، من خلال التحضير والاستعداد الحالي، موضحاً أن "هناك مساعي من قبل بعض الجهات السياسية لتشكيل تحالفات انتخابية عابرة للطائفية، أي تضم مرشحين وكتل من مكونات مختلفة، وهو أمر مطروح لدى بعض الجهات وربما يكون مقبولاً لدى بعض الأطراف السياسية".

وبرأي القيادي في تحالف "العزم"، فإن "ما سيحسم شكل التحالفات الانتخابية المقبلة، هو شكل قانون الانتخابات، والذي سيحدّد شكل وطبيعة التحالفات الانتخابية في العراق خلال الفترة المقبلة، فإما تكون كبيرة، أو صغيرة متعددة داخل الدائرة الانتخابية الواحدة".
من جهته، وصف الباحث في الشؤون السياسية العراقية حسين الأسعد، في حديث مع "العربي الجديد"، الخلافات داخل الإطار التنسيقي الحاكم في العراق بأنها "كبيرة" حيال استمرار التحالف بشكله الحالي أو تفككه. وأوضح الأسعد أن "الغموض في موقف مقتدى الصدر، بشأن مشاركته في الانتخابات البرلمانية من عدمها، يزيد من ضبابية الموقف، فإذا شارك الصدر، فإن بعض قوى الإطار سوف تجبر على الدخول بتحالفات كبيرة من أجل مواجهة نفوذ الصدر الشعبي للحصول على أعلى الأصوات، خصوصاً في بغداد ومدن الوسط والجنوب".

عزام الحمداني: هناك مساعٍ من قبل بعض الجهات السياسية لتشكيل تحالفات انتخابية عابرة للطائفية

وبيّن الأسعد، أن "حال وضع القوى السياسية العربية السنية لا يختلف كثيراً عن الإطار التنسيقي، فالخلافات كبيرة في ما بينهم"، متوقعاً أن "تخوض تلك القوى في النهاية من خلال الترشح الفردي، دون تحالفات كبيرة، وربما تجتمع فقط في بعض المحافظات لضمان عدم هدر أصوات أبناء المكون، خصوصاً في كركوك والموصل وبعض مناطق بغداد أيضا".

ورأى الأسعد أن "الوضع الانتخابي المقبل، سيكون هو الأصعب لدى كل الأحزاب والكتل السياسية، خصوصاً في ظلّ الرفض الشعبي المتصاعد ضد هذه الطبقة السياسية، حتى من داخل قواعدهم الشعبية التي انتخبتهم في السابق"، متوقعاً "أن تكون الأجواء الانتخابية مشحونة بالخلافات السياسية، وكذلك حتى الطائفية، التي يسعى البعض إلى استخدامها وسيلةً للدعاية الانتخابية وكسب عاطفة بعض الجمهور".



عرض مصدر الخبر



تطبيق موسوعة الرافدين




>