عدنان حمد: لن أقيّم كاساس وهذه الأسباب أثرت على منتخب العراق
حلّ المدير الفني العراقي لنادي العروبة السعودي، عدنان حمد (64 عاماً)، ضيفاً على "العربي الجديد"، في حوار تطرق خلاله إلى تجربته الجديدة في دوري المحترفين السعودي، ومشوار منتخب العراق في تصفيات المونديال، والعديد من الجوانب الأخرى.
وفي الـ 10 من يناير/ كانون الثاني الماضي، تعاقد نادي العروبة، المنافس في الدوري السعودي، مع المدرب العراقي عدنان حمد (64 عاماً)، لقيادة الفريق الأول لكرة القدم حتى نهاية الموسم الحالي، خلفاً للمدير الفني البرتغالي، ألفارو باتشيكو، الذي استقال من منصبه. وقبل أيام قليلة، حقق العروبة انتصاره الأول، تحت قيادة عدنان حمد، والذي جاء على الوحدة 4-2، في الجولة الـ 19 من المسابقة، ليرفع رصيده بعد الفوز إلى النقطة الـ 17، محتلاً المركز الثالث عشر.
بكل تأكيد، بطولة الدوري السعودي هي تجربة غنية جداً في مسابقة صعبة للغاية، لما تملكه من منافسة شرسة ونوعية عالية من اللاعبين، كما أن هناك تحدياً كبيراً متمثلاً بالتنقل بين المحافظات، من أجل خوض مواجهات البطولة. في أول مباراة لي مع الفريق سافرنا إلى الدمام، وقضينا في الطريق تسع ساعات، وهو أمر كان مفاجأة بالنسبة لي، أما العودة فكانت في وقت أكثر. لذا فإن دوري صعب، على مستوى المنافسة والتحضير والسفر وكل شيء، وكما يعلم الجميع فقد كنت مبتعداً عن العمل اليومي لفترة طويلة، كون تجاربي السابقة كانت مع المنتخبات، التي لا تحتاج للعمل اليومي والتحليل ودراسة الفرق. عندما أتيت لفريق العروبة، كان يعاني مشاكل عدة على مستوى ضعف اللياقة البدنية والإصابات الكثيرة والنتائج السلبية، كما أن الفريق لم يسجل إلا 11 هدفاً في 14 لقاء، مع تعرض لاعبين مهمين للإصابة، على رأسهم مدافع تشلسي السابق، زوما، فالفريق كان يعاني كثيراً، لكن الآن بدأت الأمور تتحسن الحمد لله. بكل الأحوال، هي تجربة غنية وأعتز بها كثيراً، خصوصاً بعد ما لمسته في السعودية من احترام وتقدير كبيرين، في كل مكان أذهب إليه، وهذا أثر بشكل إيجابي عليّ.
يضمُ الجهاز الفني الحالي بنادي العروبة، الأردني، أحمد عبد القادر، الذي يعمل معي مساعداً، منذ إشرافي على المنتخب الأردني في 2009، بتجربة امتدت لسبع سنوات خلال فترتين، وهو شخص محل احترام وتقدير وثقة. كما يضم جهازي مدرب لياقة على مستوى عالٍ، وهو الإسباني جيسوس، الذي أشرف سابقاً على منتخب قطر، ونادي أثلتيك بلباو الإسباني، والأهلي السعودي والعين الإماراتي، وهو مدرب ذو خبرة كبيرة، أما مدرب حراس المرمى فهو فيرناندو، الذي أشرف على منتخب قطر لفترة. وأيضاً هناك مدرب مساعد من السعودية، ضمن الجهاز. أما بالنسبة لضم اللاعب الأردني، مهند أبو طه، فنظام الاحتراف بالسعودية يسمح لك بضم لاعبين تحت سن 23 عاماً، ومن الصعوبة أن تجد لاعبين متاحين بهذه الفئة، لدينا الإنكليزي برادلي، لاعب تحت 23 عاماً، وحاولنا التعاقد مع الدولي العراقي، علي جاسم، لكن الأمور لم تسر كما رغبنا، بعدما أعاره نادي كومو الإيطالي لصفوف فريق المير سيتي الهولندي، لذا كنت أبحث عن لاعب وسط يسار بهذه الفئة، وأفضل لاعب متاح كان أبو طه، خصوصاً أنني أول من استدعيته لمنتخب الأردن في 2022، وهو لاعب يملك قدرات جيدة.
بالنسبة للتعمري فهو نجم بمستويات كبيرة، ولاعب محترف بكل معنى الكلمة، ومن اللاعبين المحترفين القلائل الحقيقيين بمنطقتنا، خصوصاً أنه بدأ الاحتراف بشكل مبكر، وهو صغير السن، بدأ من قبرص ثم بلجيكا، ومن بعدها لمونبلييه الفرنسي، والآن مع نظيره رين، فالتعمري لاعب يملك مستويات عالية، وهو سينجح بشكل كبير، وأنا أعرف إمكاناته، لأنني عملت معه لعامين في منتخب الأردن، وأعرف كذلك قدراته واحترافيته، وقلبي معه ومع كل اللاعبين العرب، ويسعدني أن أرى لاعبين عرباً في الدوريات الكبرى.
هذا السؤال يُطرح عليّ بشكل دائم، أنا لا أقيّم مدرباً آخر، كوني مدرباً عاملاً، وهذا الموضوع يُقدره الاختصاصيون. كاساس يقوم بعمل، والأهداف واضحة، لكن منتخب العراق وضعه محيّر، خصوصاً أنه يملك لاعبين مميزين، وأعتقد أن عدم الاستقرار واضح، وهو مؤثر بشكل سلبي على استمرارية المستوى، أما فنياً، فأنا لا أقيّم المدرب من هذا الجانب.
أعتقد أن هذه أسهل تصفيات تمر على منتخب العراق، وعلى كل منتخبات المنطقة، بوجود ثمانية مقاعد ونصف المقعد لقارة آسيا، وهي فرصة كبيرة للمنتخبات ومثالية لـ "أسود الرافدين"، كونه في وضع جيد، وهو يملك 11 نقطة. وأعتقد أن فوز منتخب العراق خلال المباراتين المقبلتين، أمام الكويت وفلسطين، في شهر مارس/ آذار المقبل، سيمنحه دافعاً كبيراً وفرصة كبيرة لبلوغ المونديال بشكل مباشر، وأتمنى كل التوفيق لمنتخب العراق، وبكل تأكيد سأكون داعماً لهم في التصفيات.