أنقرة تعلن تحييد 9 من مسلحي حزب العمال الكردستاني شمالي العراق
أعلنت وزارة الدفاع التركية، اليوم الأربعاء، عن "تحييد" تسعة عناصر من مسلحي "حزب العمال الكردستاني" المحظور، الذي ينتشر في شمال العراق ضمن مناطق إقليم كردستان العراق، مؤكدة أن ذلك جرى في منطقتي كارة وهاكورك، ضمن حدود محافظة دهوك، شمالي العراق. وأكدت الوزارة في بيان رسمي، أنها "ستواصل ضرب الأهداف بشكل فعال". وتستمر العمليات التركية ضد العمال الكردستاني، المتفق عليها مع بغداد، ضمن أعالي المناطق المتاخمة للحدود التركية والقريبة من قضاء زاخو في محافظة دهوك.
وتواصل "العربي الجديد" مع مصادر أمنية في أربيل وبغداد، وأكدت أن "العمليات التركية ضد مسلحي العمال الكردستاني مستمرة منذ أيام ضمن مناطق حدودية وليست ضمن العمق العراقي". وأكد أحدهم وهو مسؤول بقوات البيشمركة، أن العمليات بعيدة عن مناطق وتجمعات السكان، وفي مناطق يسيطر عليها حزب العمال الكردستاني.
وتسعى حكومة إقليم كردستان في أربيل، شمالي العراق، إلى إنهاء وجود حزب العمال الكردستاني، الذي تعتبره تهديداً أمنياً وعسكرياً وحتى سياسياً، بعد اتهام الحزب أخيراً، بالتحريض على تظاهرات وتنظيم حملات إعلامية ضد حكومة الإقليم، من بينها دعم الاحتجاجات الشعبية في مدينة السليمانية ضد سياسات أربيل، بحسب القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني فرهاد راوندوزي، الذي كشف عن ذلك في تصريحات صحافية.
في موازاة ذلك، دعا رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان البارزاني حزب العمال الكردستاني إلى إلقاء السلاح والدخول في حوار لحل مشكلة الأكراد في تركيا. وقال البارزاني في مقابلة مع شبكة "رووداو" الكردية، إن "تركيا بدأت عملية جادة... وأجرينا العديد من اللقاءات في أنقرة حول هذه المسألة في الفترة الماضية، ونرى أن هذه العملية جادة وستسفر عن خير للأتراك وللأكراد ولجميع المكونات التي تعيش في تركيا".
وأضاف أن "المسألة تتوقف على ما سيحدث بعد ذلك، ونتوقع أن يوجه عبد الله أوجلان (زعيم الحزب المسجون في جزيرة إمرلي التركية منذ سنة 1998) رسالة، وأعتقد أنه بعد رسالته يجب على القوات، وخاصة (حزب العمال الكردستاني)، أن ترحب بتلك الرسالة، لأنني أعتقد أن في الترحيب برسالة أوجلان خيرا للأكراد"، مؤكداً أن "العملية واضحة، ويجب على (حزب العمال الكردستاني) أن يلقي السلاح. وأن إلقاء السلاح لا يعني الاستسلام. لا، هذا لا يعني الاستسلام. بل يعني أن السلاح والقوة المسلحة لن يحلا أي مشكلة للأكراد في تركيا في هذا الوقت. إذا كانت هناك مشكلة للأكراد، يجب حل أي مشكلة بالحوار داخل تركيا".
واتفق الصحافي الكردي من مدينة أربيل، شاديار عمر، مع ما ذهب إليه نيجيرفان البارزاني، بالقول إن "العمال الكردستاني عليه أن يلقي بسلاحه، وأن يشترك في الفعاليات المجتمعية ولا مشكلة في الدخول إلى الحراك السياسي، وإثبات وجهات نظرة بالحوار وليس بالقتال"، مؤكداً لـ"العربي الجديد" أن "العمليات التركية أثرت كثيراً على قدرات العمال الكردستاني، بالتالي لا بد على الطرف الأخير أن يتراجع عن خياراته، ويتيح للعمل السياسي وقبل كل شيء السلام، أن يأخذ مجراه الطبيعي".
وكان رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني قد أطلق توصيف "المحظور" واعتمده مع اسم "العمال الكردستاني" لأول مرة في سبتمبر/ أيلول الماضي، في تطور عراقي واضح بشأن مسلحيه الموجودين في مناطق شمال العراق.
ويواجه عناصر "العمال الكردستاني" عمليات عسكرية مباشرة من قبل القوات التركية في الشمال العراقي، منذ عدة سنوات، ضمن نطاق نينوى والسليمانية في إقليم كردستان العراق، تتركز خصوصاً في سنجار وقنديل وسيدكان وسوران والزاب وزاخو. وتضمنت العمليات الأخيرة قصفاً جوياً واغتيالات طاولت قيادات بارزة في الحزب، الذي يُنفذ اعتداءات متكررة داخل تركيا، وتصنّفه أنقرة "منظمة إرهابية".