مقتدى الصدر يوجه أتباعه بتحديث سجلاتهم الانتخابية
وجه مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري، أنصاره إلى تحديث سجلاتهم الانتخابية، فيما يظهر أنها أول خطوة تجاه المشاركة بالانتخابات المقررة بعد نحو ثمانية أشهر من الآن، بعد أكثر من عامين على مقاطعته العملية السياسية في البلاد، وسحب نوابه من البرلمان. وجاء الإعلان بعد أيام من تقرير لـ"العربي الجديد"، كشف فيه عن اجتماعات ولقاءات في النجف للتيار الصدري، تمهيدا لعودته إلى الساحة السياسية عبر المشاركة بالانتخابات.
ومساء أمس الأربعاء، دعا مقتدى الصدر أتباعه وقواعده الشعبية للتوجه إلى تحديث سجلات الناخبين، معتبر أن ذلك "أمر لا بد منه"، مكررا بالقول "التفوا على ذلك رجاء أكيدا". وعقب الإعلان، وجهت وسائل الإعلام والمنصات التابعة للتيار الصدري، جمهورها بالتوجه إلى المراكز الانتخابية الثابتة، لتحديث سجلاتهم الانتخابية، ونشرت تلك المنصات عناوين ومواقع هذه المراكز بقوة ودعت إلى الذهاب عوائل وأفرادا.
من جانبه، أكد نائب رئيس الوزراء الأسبق، بهاء الأعرجي، أن دعوة الصدر أقلقت خصومه، وقال في تصريحات للصحافيين، إن "الوضع الطبيعي أن يكون الصدريون بالعملية السياسية، ولو كان لهم وجود لما حصلت أخطاء كثيرة حالية في العملية السياسية". وأشار إلى أن "الشارع الصدري كان ينتظر قرارا من زعيم التيار"، مؤكدا أن "بعض القيادات الأخرى من غير التيار الصدري (القوى المنافسة للتيار) أصبح لديها عزاء بعد توجيه الصدر بتحديث سجل الناخبين".
وكانت مصادر قد تحدثت في وقت سابق لـ"العربي الجديد"، عن استعدادات التيار الصدري للدخول بالانتخابات وبقوة، وستعقب ذلك عودة تدريجية للمشهد السياسي من خلال نواب الكتلة الصدرية المستقلين، وإعادة تفعيل وفتح مكاتب التيار الصدري في مدن جنوب ووسط العراق وبغداد.
من جهته، أكد الناشط في التيار الصدري، علي الدراجي، لـ"العربي الجديد"، أن المشاركة بالانتخابات والعودة للمشهد ستكون قريبة. وقال "الصدريون قادرون على الاستحواذ على 40% من المقاعد البرلمانية التي هي من حصة الكتل والأحزاب الشيعية".
ومنذ أغسطس/آب 2022، يواصل مقتدى الصدر عزلته التامة عن العمل السياسي مع تياره الذي يُمثل أكثر من ثلث الجمهور العربي الشيعي في العراق، وذلك بعد أزمة سياسية خانقة أدخلت الصدريين بمواجهات مسلحة مع فصائل مسلحة مرتبطة بقوى "الإطار التنسيقي"، التي كانت ترفض مشروع الصدر بتشكيل حكومة عابرة للطوائف ضمن مفهوم الأغلبية الانتخابية.
وسحب الصدر نواب كتلته في البرلمان (76 مقعداً من أصل 329) في يونيو/حزيران 2022، وهو ما منح تحالف "الإطار التنسيقي"، الذي يضم قوى سياسية حليفة لإيران، فرصة تشكيل الكتلة البرلمانية الكبرى، ومن ثم تشكيل الحكومة الحالية برئاسة محمد شياع السوداني.