أنقرة تعلن قتل 9 من عناصر "العمال الكردستاني" شمالي العراق
أعلنت وزارة الدفاع التركية، اليوم الجمعة، قتل تسعةٍ من مسلحي العمال الكردستاني الذي ينتشر في مناطق شمالي العراق، في إطار هجماتها شبهِ اليومية التي تستهدف تحركات التنظيم المسلح. وقالت الوزارة في بيان نقلته وكالة الأناضول التركية، إنّه جرى "تحييد 9 إرهابيين من عناصر العمال في منطقة عملية المخلب - القفل، بشمالي العراق"، في إشارة إلى مناطق حدودية عراقية شمال أربيل وشرقي دهوك، تنفذ فيها القوات التركية عمليات عسكرية منذ عام 2023 أطلقت عليها اسم "المخلب القفل".
وأكد البيان العسكري التركي، ما وصفه "مواصلة الحرب ضد الإرهابيين والقضاء على الإرهاب في منابعه"، من دون ذكر مزيد من التفاصيل. وهذا هو البيان الثاني من نوعه للقوات التركية في غضون أقل من 48 ساعة، تتبنى فيه القضاء على مسلحين من حزب العمال الكردستاني داخل الأراضي العراقية. وقال مصدر عسكري في قوات البيشمركة الكردية، في حديث مقتضب مع "العربي الجديد"، إن "الهجمات التركية متواصلة منذ يومين في منطقة هاكورك في دهوك، عبر الطيران والمدفعية"، مشدداً على أنها "بعيدة عن مراكز التجمعات السكانية، وفي مناطق خالية من المواطنين العراقيين".
من جهته، دعا عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي حسين العامري، البرلمان لـ"عقد جلسة استثنائية"، لبحث ما قال إنها "التهديدات التركية شمالي العراق"، وقال العامري في تصريحات صحافية، أمس الخميس، إن "التوسع التركي غير المسبوق في الأراضي العراقية يثير قلقاً كبيراً، وهو يشمل التوغل المستمر، وإنشاء قواعد عسكرية، ودخول الآليات العسكرية، بالإضافة إلى القصف الجوي والمدفعي الذي يستهدف مناطق شمال العراق، مما أدى إلى ضحايا، واحتلال مساحات واسعة من الأراضي"، مطالباً بـ"تحرك دبلوماسي برلماني حكومي عالي المستوى لمواجهة هذه التحديات والحفاظ على سيادة العراق ووحدة أراضيه".
ودعا النائب، البرلمان العراقي إلى "عقد جلسة استثنائية لمناقشة تلك التهديدات والتحركات، وتبعاتها وتأثيراتها الخطيرة، خصوصاً مع أنباء وصول قوة عسكرية تركية جديدة لتعزيز قاعدة بعشيقة شمال نينوى في إطار تحركات غير معلنة لزيادة الوجود العسكري التركي في المنطقة". وكان رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان البارزاني، قد دعا قبل أيام، حزب العمال الكردستاني إلى إلقاء السلاح، والدخول في حوار لحل مشكلة الأكراد في تركيا.
وقرر العراق منتصف العام الماضي، اعتبار حزب العمال الكردستاني منظمة "محظورة"، ووجه مجلس الأمن القومي العراقي، على إثر ذلك، بإجراءات واسعة تضمنت تفكيك حركات وأذرع سياسية مرتبطة بالحزب في مناطق سنجار شمالي العراق. ويواجه عناصر "العمال الكردستاني" عمليات عسكرية مباشرة من القوات التركية في الشمال العراقي، منذ عدة سنوات، ضمن نطاق نينوى والسليمانية في إقليم كردستان العراق، تتركز خصوصاً في سنجار، وقنديل، وسيدكان، وسوران، والزاب، وزاخو. وتضمنت العمليات الأخيرة قصفاً جوياً واغتيالات طاولت قيادات بارزة في الحزب، الذي يُنفذ اعتداءات متكررة داخل تركيا، وتصنّفه أنقرة "منظمة إرهابية".